الملاحظة… البوابة الصامتة نحو التغيير الواعي*
*الملاحظة* ليست فعلًا عابرًا نمارسه دون وعي…
بل هي *أولى خطوات الإدراك،* ومرآة العقل التي تعكس ما يجري داخلنا وخارجنا دون أن تُصدر حكمًا.
*حين تلاحظ،* فإنك لا تكتفي بالرؤية… بل تُفعّل الوعي.
تلاحظ سلوكك، مشاعرك، نبرة صوتك، استجابتك للمواقف، حضورك في الحوار، وحتى غيابك حين تكون موجودًا جسديًا فقط.
*الملاحظة* تُعلّمك أكثر مما يُعلّمك التوجيه،
لأنها تُصوّر الواقع كما هو، وتُريك الفرق بين ما تظنه وما تفعله فعلًا.
*الملاحظة* تقود إلى الوعي،
والوعي يقود إلى الفهم،
والفهم يقود إلى القرار،
والقرار هو نقطة التحوّل.
*في التدريب… في القيادة… في العلاقات… في تطوير الذات…*
*الملاحظة الدقيقة* هي ما يُميّز القائد عن المتلقي، والمدرب عن المكرّر، والفاعل عن المتفرّج.
*ولذلك:*
*”من لا يُلاحظ… لا يعرف أين يقف، ولا إلى أين يتجه.”*
*ابدأ من اليوم…* لاحظ نفسك قبل أن تلاحظ غيرك.
*راقب فكرتك قبل أن تقولها…* مشاعرك قبل أن تبررها… وسلوكك قبل أن تُقيّمه.
*فالملاحظة* هي البذرة،
ومنها تُزرع كل مهارات التغيير والنمو.
*كن واعيًا…*
فالحياة لا تنتظر الغافلين، والعابرون بلا وعي لا يتركون أثرًا.
*كن واعيًا بما تقول…*
فالكلمة لا تُقال عبثًا،
إنها إمضاء على مرآة روحك… فاختر ما تُوقّع عليه.
*كن واعيًا بمشاعرك…*
فمن لا يفهم غضبه، يقع في ظلمه.
ومن لا يُدرك حزنه، يستسلم له دون مقاومة.
*كن واعيًا بتصرفاتك…*
فكل فعل صغير هو جزء من صورتك الكاملة،
وما تكرره دون وعي… يصنع ملامح شخصيتك دون أن تدري.
*كن واعيًا بعلاقاتك…*
فليس كل من اقترب منك يحبك،
ولا كل من خالفك يكرهك… الوعي يُنقذك من الأحكام السريعة.
*كن واعيًا بما تفكر…*
فالفكرة بذرة،
وما تسقيه كل يوم من ظنون أو أحلام… سيكبر ليُشكّل واقعك.
*الوعي* ليس أن تعرف كل شيء،
بل أن تنتبه لكل شيء… بهدوء، وتعقّل، وتقبّل.
“الوعي لا يُعلَن… بل يُمارَس،
ولا يُصنع بضجيج… بل في لحظات الصمت العميق مع الذات.”
*فكن أنت…* لا نسخة مكررة،
*كن حاضرًا…* لا غائبًا باسم العادة،
*كن يقظًا…* فالعظماء لا يمرّون مرورًا… بل يتركون أثرًا واعيًا لا يُنسى.
