في كل عام، حين يحل يوم الوطن، لا نحتفل بحدث عابر ولا بتاريخ مكتوب في الكتب فقط، بل نحتفل بالروح التي ورثناها جيلًا بعد جيل…
روح العزة التي لم تتغير منذ أن وحّد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – هذه الأرض تحت راية التوحيد، وأورث أبناءه وأحفاده سرّ البقاء والنهضة.
نحتفل بالهوية التي صاغتها التضحيات، وبالمجد الذي لم يكن هبة، بل صناعة كُتبت تفاصيلها بعرق الرجال وإيمان النساء ووفاء الأجيال.
عزّنا بطبعنا…
في يوم الوطن، لا نحتفل بشعارات ولا نبحث عن مظاهر عابرة… بل نستحضر سرّ العزة الذي يسكن في طبعنا، ونسترجع ما غُرس فينا منذ تأسيس هذا الكيان العظيم.
عزّنا بطبعنا… لأننا أبناء أرضٍ جعلت من الصحراء رسالة، ومن القيم سلاحًا، ومن الإيمان بوصلة لا تحيد.
طبعنا الوفاء، فلا نخون، طبعنا الكرامة، فلا ننكسر، طبعنا القوة، فلا نلين أمام التحديات.
في اليوم الوطني، نُجدّد الولاء لقادةٍ جعلوا من الحلم واقعًا ومن الرؤية طريقًا.
فبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – أصبحنا نعيش نهضة تُعلّم العالم أن المجد ليس وراثةً فقط، بل صناعة يومية تُبنى بعرق الرجال وسواعد النساء.
عزّنا بطبعنا… لأننا لا نساوم على ديننا، ولا نتنازل عن ثوابتنا، ولا نرضى بغير القمم موطنًا.
وحين يسألنا التاريخ:
ما سرّ بقائكم وصمودكم؟
نجيب:
لأن عزّنا بطبعنا… والكرامة لا تُشترى ولا تُستعار.
في هذا اليوم، ننحني شكرًا لله أولًا، ثم نفخر بأننا سعوديون… شعب يكتب العزة في سلوكه، ويرسم الفخر في مواقفه، ويُثبت للعالم أن الطبع الذي تربّينا عليه هو سرّ نهضتنا وأصل مجدنا.
ويبقى يوم الوطن شاهدًا على أن العزة ليست كلمات نرفعها في الاحتفالات، بل طبعٌ يسكن في دمائنا، يُترجم في مواقفنا اليومية، ويُزرع في أبنائنا كما غُرس فينا.
هوية راسخة، ووفاء ممتد، ومجد متجدد…
ما دام فينا قلب ينبض باسم السعودية، وما دامت راية التوحيد خفّاقة في السماء،
فلن يعرف تاريخنا إلا العلو، ولن يعرف حاضرنا إلا القوة، ولن يعرف مستقبلنا إلا المزيد من المجد والرفعة.
كل عام ووطني يزداد بهاءً، وتزداد أرواحنا اعتزازًا بأن عزّنا في طبعنا
