أنا وأنت…
لسنا كلمتين متقابلتين على طرفي جملة،
ولا شخصين يلتقيان صدفة في ممرّ الوقت.
أنا وأنت حين نلتقي، لا نصبح اثنين، بل نصبح “نحن”.
تلك النحن التي تُذيب الحدود بين الذاتين،
وتفتح جسرًا بين عقلين،
لتصنع قوةً لم تكن لتولد من عزلة،
وأثرًا لا يمكن أن يكتبه فرد وحيد.
أنا وأنت… لسنا مجرد تلاقٍ،
بل بداية تشكّل هوية جديدة،
حيث يتحوّل الجمع من رقم إلى معنى،
ومن وجود عابر إلى أثر ممتد.
ومن هنا سنكون أنا وأنت وهو…
من هنا تتسع الدائرة، ويولد بعد ثالث.
لم نعد مجرد ثنائية تبحث عن توازن،
بل أصبحنا مثلثًا تتوزع فيه الزوايا،
فيتوازن المعنى، ويقوى البناء.
“هو” المختلف، البعيد، الذي يفتح لنا نافذة أخرى على العالم،
ويمنحنا بعدًا لم نكن نراه ونحن في انعكاسنا الضيق.
معه نصبح أكبر من صوتين،
نصبح فكرة حيّة تتجاوز حدود الفرد لتؤسس جماعة صغيرة،
قادرة على أن ترى من زوايا متعددة،
وتصنع “نحن” أوسع، وأرسخ.
*ولكن…*
*ماذا لو … صرنا أنا وأنت وهو وهم…*
حينها ندخل إلى فضاء الجمع الكبير،
لم نعد مجرد أفراد متعاونين، بل أصبحنا نسيجًا.
نسيجًا من العقول،
حيث يذوب “الأنا” في الكل، ويتحوّل الجمع إلى كيان.
*”أنا”* هو الفرد الواعي بنفسه،
*”أنت”* هو القريب الذي يمدّ الجسر،
*”هو”* المختلف الذي يفتح الأفق،
*و”هم”* الامتداد الذي يمنحنا الاستمرار والقوة.
*وحين نجتمع جميعًا*، لا نصبح رقمًا في إحصاء،
ولا مجرد أسماء في قائمة،
بل *نصبح “نحن الجامعة”*،
نحن التي لا تُعرّف بعدد، بل بعمق أثرها،
نحن التي تتجاوز اللحظة إلى التاريخ،
والفرد إلى الجماعة، والصوت إلى الصدى.
*إن “أنا”* وحدها قد تضيء لحظة،
*لكن “أنا وأنت”* تشعلان شعلة،
*و”أنا وأنت وهو”* يبنون فكرة،
*و”أنا وأنت وهو وهم”* يصنعون أمّة،
أمّة لا تُكسر لأنها وُلدت من تنوع،
وتنمو بالوعي، وتستمر بالاتحاد.
*أنا وأنت وهو وهم… نحن التي لا تُكسر.*
