تبذل وزارة التعليم جهودا جبارة تُشكر عليها في تعزيز الانضباط المدرسي وحماية الطلاب في تطبيق الإجراءات النظامية. ومن تلك الجهود حرصها الحثيث على الّا يُسمح بخروج الطالب من المدرسة إلا بحضور ولي أمره أو من ينيبه رسميًا. ولا شك أن هذا الإجراء يثلج صدور أولياء الأمور، ويعكس حرص الوزارة على سلامة الطلاب، ويؤكد على عمق المسؤولية الملقاة على عاتقها تجاه الطلاب والطالبات على حد سواء، وقيامها بذلك على أتم وجه.
ومع تقدير أولياء أمور الطلاب لهذه الإجراءات القائمة التي تصب في مصلحة الطلاب، إلا أن المرحلة الراهنة التي يشهد فيها التعليم تحولًا رقميًا على نطاق واسع تستدعي أن تُواكب هذه الإجراءات التقنية الحديثة التي سهلت حياة المواطن والمقيم. حيث تشهد بلادنا – المملكة العربية السعودية، حفظها الله – تطورًا تكنولوجيًا لم يسبق له مثيل على الأصعدة كافة. لهذا؛ فإنني أعتقد أنه من المناسب، بل أصبح أمرًا ضروريًا، أن تُفعَّل آلية إلكترونية مرتبطة بمنصة «نفاذ» تتيح لولي الأمر أن يمنح الإذن لأي شخص يختاره عبر تطبيق ذكي خاص بكل مدرسة، بحيث تصل الموافقة فورًا إلى إدارة المدرسة بعد التحقق من هوية الشخص الذي فوضه ولي أمر الطالب لإحضار الطالب من المدرسة الى منزله. وكذلك، يسهل هذا التطبيق استئذان الطلاب الذين بلغوا السن القانوني، خصوصًا بعض طلاب الثانوية الذين بلغوا هذا السن؛ ليغادروا بمفردهم بعد أخذ موافقة ولي الأمر عن طريق هذا التطبيق المرتبط بمنصة نفاذ.
حيث لا يساورني شك في أن هذا الحل يضمن استمرار الانضباط وحماية الطلاب في حالات الاستئذان، ويراعي في الوقت نفسه ظروف أولياء الأمور الذين قد تحول التزاماتهم العملية أو بعد المسافة دون الحضور شخصيًا إلى المدرسة. كما أنه يُسهم في تقليص الإجراءات الورقية، ويرفع من كفاءة العمل الإداري، ويبني جسر التواصل بين الأسرة والمدرسة، ويجعله أكثر سرعة وأمانًا ومرونة.
وبما أن وزارة التعليم تواكب التكنولوجيا والتقنية الحديثة، فإن إضافة تطبيق ذكي يتيح استئذان ولي الأمر لابنه أو ابنته يعد إضافة لجهود وزارة التعليم الجبارة؛ لأنه يجمع بين الحرص والانضباط من جهة، والمرونة التقنية من جهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعد، من وجهة نظري، الطريق الأمثل الذي يجسد بناء بيئة تعليمية آمنة وذكية تُراعي مصلحة الطالب والأسرة معًا.
