أكد عدد من الإعلاميين والمستثمرين والمهتمين بدعم وتبني المواهب، أن الوقت قد حان لتحول هذه الثروة لصناعة وطنية في ظل وجود 11 هيئة ثقافية تقودها وزارة وثابه تستند على رؤية خلاقة هي “رؤية 2030” وشعب طموحه عنان السماء.
جاء ذلك في ندوة “المواهب الفنية.. ثروة وطنية تحتاج الدعم” الافتراضية التي نظمتها جمعية “إعلاميون” وأعلنت على هامشها نتائج مسابقتها الرمضانية “نافس مع إعلاميون”، وشارك في الندوة كلٌ من: المدير التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الادائية الأستاذ سلطان البازعي، رئيس لجنة السياحة والترفية عضو مجلس إدارة غرفة الرياض الأستاذ ماجد الحكير، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” مدير لجنة التحكيم للمسابقة الأستاذ عبد العزيز العيد، مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض الأستاذ عامر الحمود، والممثلة إلهام علي، وأدارها الاستاذ خالد الباز عضو جمعية “إعلاميون”.
وكشف المدير التنفيذي في هيئة المسرح والفنون الادائية الأستاذ سلطان البازعي، في الندوة بأن وزارة الثقافة بدأت في مبادرة خاصة في مدارس التعليم العام، وهي ترتكز على إيجاد مسرح ونشاط مسرحي للبنين والبنات يغطي أكثر من 33 ألف مدرسة في جميع مناطق المملكة، مؤكداً في الوقت نفسه على أن المسرح قيمة تربوية عالية جداً تساعد الطلاب على بناء شخصياتهم وتنمية قدراتهم وتمكنهم من التعامل مع الجمهور وتخلق فيهم التفكير الإبداعي والعمل الجماعي، مبيناً بأن المدارس هي سلسلة إمداد للمواهب واكتشافهم واكتشاف قدراتهم للعمل في القطاع المسرحي.
وأضاف البازعي: تعمل وزارة الثقافة على مبادرة أسمها “بيوت الثقافة” ستكون في جميع محافظات المملكة بعدد يتجاوز 150 بيت ثقافة، وفي كل بيت ثقافة سيكون فيه مكتبة عامة ومسرح وقاعات متعددة الأغراض لممارسة الأنشطة الثقافية الفنية والتصوير والموسيقى وغيرها، ومن خلال هذه البيوت سيمكن الوصول إلى شريحة أكبر من المواهب، بحيث أن كل هيئة تابعة لوزارة الثقافة ستعمل بما فيها هيئة المسرح والفنون الادائية من خلال بيوت الثقافة لتقديم جرعات تدريبية لتطوير مهارات ومواهب الطلاب، وستقدم دورات تدريبية للمواهب، وأيضاً للممارسين في العمل المسرحي في جوانب التمثيل والإخراج والصوت والديكور وكتابة النص والاضاءة وغيرها.
وأكد المدير التنفيذي في هيئة المسرح والفنون الادائية أنه سيتم توفير دورات تدريبية مكثفة في النشاط المسرحي للمعلمين، لتأهيلهم لتعليم الطلاب وتدريبهم على النشاط والعمل المسرحي في المدارس، وذلك في إعداد النصوص، الإخراج، والتمثيل، وغيرها، كي يستطيعوا اكتشاف المواهب وتدريبهم على الأداء، بحيث يكون هناك مشرف أو مشرفة مسرحي في كل مدرسة، مضيفاً أن هناك حاجة إلى معلمين ومعلمات مختصين في مجال المسرح مستقبلا، فيما لو قررت وزارة التعليم إدخال الدراما والمسرح ضمن المناهج التعليمية، وبين أنه تم أخذ موافقة مبدئية وتأييد من وزارة التعليم ومن برنامج جودة الحياة، وبإذن الله سيرى النور قريباً في العام القادم.
وأشار البازعي إلى أن المملكة بدأت في برنامج الابتعاث الثقافي من خلال إرسال مجموعة من السعوديين والسعوديات لدراسة مختلف التخصصات الثقافية بما فيها المسرح وفنون الأداء، كاشفاً بأن المسرح الوطني سيقوم بجهود من أجل إيجاد وإنتاج أعمال مسرحية متميزة عالية المستوى ذات جودة فنية ومدعومة إنتاجياً، مضيفاً بأن ما تقوم به هيئة المسرح والفنون الادائية والهيئات الأخرى، هو استكمال لأدوار كانت تقوم بها جمعية الثقافة والفنون على مدى تاريخها الطويل من خلال فروعها في المناطق وبإمكاناتها المحدودة في وقتها، حيث قدمت الجمعيات أعمال ومواهب ما زالت تعمل حتى الآن في المشهد الفني، وهذا الدور سيكون مستمراً، ولكن سيكون على أسس مؤسساتية.
وشدد المدير التنفيذي في هيئة المسرح والفنون الادائية على أهمية دور الجامعات في تأسيس برامج ودبلومات تعنى بالمسرح والتمثيل وجميع الجوانب الأخرى التي تتعلق بهذا الجانب، في ظل الاستعداد للترخيص لفرق مسرحية مميزة تكون قادرة على الإنتاج وتقديم أعمال فنية متكاملة من جميع الجوانب، مؤكداً أن الفنون الادائية التي تقدم على المسرح للجمهور، مثل المسرحيات، الرقص الحديث، فنون الفرق الشعبية، البالية، ستاند اب كوميدي، السيرك، ألعاب الخفه، وغيرها سيكون لها دور مهم في الحركة الفنية مستقبلا.
وكشف البازعي أنه تم حصر عدد المسارح المؤهلة في المملكة، ومنها على سبيل المثال مركز الملك الثقافي، جامعة الأميرة نورة، جامعة الملك سعود، وغيرها، مبيناً في الوقت نفسه أن عدداً كبيراً من المسارح في المملكة غير مؤهلة، وسيتم العمل على إعادة تأهيلها، إلى جانب المشاريع المسرحية المستدامة والكبيرة في مدينة الرياض التي ستكون قادرة على استضافة عروض ضخمة.
من جانبه، أوضح رئيس لجنة السياحة والترفية عضو مجلس إدارة غرفة الرياض الأستاذ ماجد الحكير، أن المملكة تعيش في نهضة كبيرة في مجال الانسان ونمط وجودة الحياة في ظل “رؤية 2030″، التي ركزت على جودة الحياة، ومنها الثقافة والترفيه والسياحة والرياضة.
واعتبر الحكير أن وزارة الثقافة بقيادة الأمير النشط والطموح الأمير بدر آل سعود، هي أنموذج حضاري كبير، عملت بشكل سريع واستغلت الإمكانيات التي وفرت وعملت على أرض الواقع ونفذت خططها بشكل مميز.
وشدد رئيس لجنة السياحة والترفية عضو مجلس إدارة غرفة الرياض على أن القطاع الخاص متى ما أعطي الفرصة ووجد التعاون من الجميع سيكون مكملاً للجهات الأخرى متى ما توفرت الإمكانيات، مثل المسرح الخاص وأماكن العروض الخاصة، لأنه المحرك للديمومة والاستدامة، إذا وجد المظلة الكاملة من القطاعات الأخرى، وعن طريقه سوف نشهد ظهور للمواهب وحراك كبير وتنافس.
وأبان الحكير بإن بيئة العمل المسرحي أصبحت متكاملة في ظل “رؤية 2030″، ولكن الاستثمار في المسرح للقطاع الخاص، يحتاج إلى دراسة قبل الإقدام عليه.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” رئيس لجنة التحكيم لمسابقة “نافس مع إعلاميون” الأستاذ عبد العزيز العيد، بأن برامج الأطفال أدت دور رئيساً ومحوراًي في بدايات التلفزيون والإذاعة باكتشافها المواهب، ودورها تقلص الآن في ظل عدم وجود برامج خاصة لهم، وهناك شخصيات تلفزيونية وإذاعية تبنت إكتشاف المواهب، مثل الأستاذ علي الخرجي رسام الكاريكاتير – رحمه الله، وكان يقدم برنامج يرعى المواهب، وكذلك الأستاذ علي إبراهيم كان يقدم فقرة في برنامج الأطفال في التلفزيون تعنى برعاية المواهب في الفن التشكيلي، وفي الكويت برنامج “ماما انيسة” والتي تخرج منه كثيراً من الممثلين المعروفين، وفي مصر برنامج كذلك، في الإذاعة كان لدينا برامج تهتم في الطفل، ولكن لم تستمر.
واستغرب العيد اغلاق قناة أجيال في وقت لم يكن لها بديل، وكأن السعودية لا يوجد فيها أطفال، مبيناً أن هناك أطفال وأسر ما زالت ترى في برامج التلفزيون والإذاعة نافذة لها للسماع والتعبير عن مواهبها.
وأقترح نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، أن توقع وزارة الثقافة مذكرة تعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون للاهتمام بالأطفال وإيجاد برامج وطنية في الإذاعة والتلفزيون، تهتم بالمواهب ويشترك فيها القطاع الخاص من خلال الدعم والرعاية، كما
أقترح إنشاء قناة للأطفال تنمي وتحتضن مواهبهم في الغناء والتمثيل والالقاء والشعر والتقديم، وغيرها، من خلال تعاون بين وزارة الثقافة وهيئة الاذاعة والتلفزيون.
وشدد العيد على أنه لا توجد بنية أساسية للفن في الماضي، وهذا أثر على الحاضر، وأن الإعلام نتيجة وليس أساس الفن، لأنه لا توجد بيئة فنية خصبة، فالإعلام نتيجة وليس أساس الفن.
على صعيد متصل، أوضح مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض الأستاذ عامر الحمود، أنه منذ بدأ في تقديم تجارب فنية، كان كثيرين يطرحون عليه سؤال لم يستطع الاجابة عليه، وهو: أين أذهب لتقديم موهبتي الفنية؟ ولكن لم يجد الإجابة.
وأضاف الحمود، في ظل “رؤية 2030” أتمنى أن نرى من يدعم ويتبنى المواهب بشكل علمي ودقيق، وتوفير أماكن تدعم كل موهوب وتنمي مواهبهم بشكل معلن، كما في الدول المتقدمة.
وامتدح مدير جمعية الثقافة والفنون في الرياض، وزارة الثقافة، قائلاً بأنها تسابق الزمن لترجمة عملها بشكل على أرض الواقع بشكل أكاديمي وعلمي، وعلى الهيئات التابعة لوزارة الثقافة دور كبير جداً لتحقيق ذلك.
وكشف الحمود أن عدد المواهب كثير جداً في الوقت الحالي، وهم يحتاجون إلى أماكن تحتضنهم وتتبناههم في كل مدينة، مطالباً
في الوقت ذاته بإعادة صياغة دور جمعيات الثقافة والفنون وتحديد أهدافها واستراتيجياتها، حيث أنه لا يمكنها أن تنافس في هذا الوقت بوضعها الحالي في ظل وجود كيانات كبيرة ومدعومة، مثل وزارة الثقافة والهيئات، وهي تحتاج لإعادة نظر، وأقترح إلغائها لأن الهيئات تؤدي ذات الدور.
من جانبها، قالت الممثلة إلهام علي، إن هناك نوع من الخلط بين الممثل وبين مشاهير السوشل ميديا، مؤكدةً أن الممثل الحقيقي هو من يتقن عمله الفني، والفن رسالة إنسانية وعملية تربوية، إضافةً إلى أنها وسيلة ترفية ومورد اقتصادي، مطالبة بتصنيف من هو الممثل؟ ومن هو المشهور؟
وارجعت الممثلة الهام، سبب ندرة الممثلات السعوديات إلى الخوف والتردد من نظرة وثقافة المجتمع، إلى جانب موضوع الشللية الفنية في جميع الجوانب، التي تقف عائقاً أمام نشوء جيل جديد.
وشددت الهام على أنه يوجد لدينا كاتبات ومخرجات يحتاجون للدعم وإتاحة الفرصة لهن لتقديم أعمال فنية، إلى جانب جهة تتبنى أعمالهم.
وفي نهاية الندوة، أعلن نائب رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” رئيس لجنة التحكيم لمسابقة “نافس مع إعلاميون” الأستاذ عبد العزيز العيد، الفائزين في المسابقة، وهم: مسار الإعلاميين: الفائز: عثمان المالكي (قيمة الجائزة: 3500 ريال). مسار الشباب: الفائز: أبكر عبد الرحمن (قيمة الجائزة: 3500 ريال). مسار ذوي الإعاقة: الفائز بالمركز الأول: يوسف جامع (قيمة الجائزة: 3500 ريال). الفائز بالمركز الثاني: عبد العزيز الذياب (قيمة الجائزة: 2500 ريال). مسار الأسرة والطفل: الفائزة بالمركز الأول: وله السحيم (قيمة الجائزة: 3500 ريال). الفائز بالمركز الثاني: خالد الوحيمر (قيمة الجائزة: 2500 ريال). الفائزة بالمركز الثالث: الجازي الوحيمر (قيمة الجائزة: 1500 ريال).
يذكر أن جمعية “إعلاميون”، أطلقت مسابقة “نافس مع إعلاميون” خلال شهر رمضان في أربع مسارات شملت “ذوي الإعاقة، الأسرة والأطفال، الشباب، والإعلاميين”، حيث بلغت المشاركات 40 مشاركة، تم تقييم 25 مشاركة من قبل لجنة التحكيم، وتم استبعاد 15 مشاركة لم تنطبق عليها شروط المسابقة.
المشاهدات : 1772
التعليقات: 0