إن هذا العنوان يحمل بين طياته الشيء الكثير فمع ما مررنا به اليوم من ظروف استثنائية بينت لنا صغائر الأمور التي كنا نعطيها مالا تستحقه. فأمور عدة سنتخلى عنها بعد أن كشفت لنا هذه الظروف أنها لم تكن شيء يُذكر، فنحنُ في هذه الحياة نجدُ أننا نقف عند أمور ونعطيها أكبر من حجمها وقد لا نستطيع تجاوزها، فيدخل الشخص هنا في دوامة لم تكن في الحسبان، ودائماً نجدُ أن هذا الوقوف قد يتكرر ويتكرر ولم نفكر يوماً متى سنتخطاه !.
لو تمحصنا النظر قليلاً في أمور عدة تمر علينا لوجدنا أننا نوليها اهتماما يفوق ما تستحقه، فمثلاً ما يحدث أثناء قيادة السيارة وما يحصل في بعض الأوقات من ما استطيع أن اسميه شرود ذهني للسائق فيذهب لمسار آخر دون أن يكون منتبهاً لذلك، فالطرف الآخر في هذا المسار قد يعطي لهذا الموقف البسيط الذي يتكرر ما لا يستحقه وللأسف قد.
يصل إلى مشاجرة في وسط الطريق!! وغير هذه الأمثال الكثير لو تأملنا الصغائر التي نمر بها ألم تسأل نفسك يوماً لماذا؟ أمر بسيط أوليته كل هذا الزخم الذي لا يستحقه. إن المرحلة التي نحنُ بصددها اليوم علمتنا أمور لم نكن لنتعلمها من قبل، علمتنا أن الأمور التي كنا نعطيها أكثر مما تستحق أنها في الحقيقة صغائر لا تستحق،علمتنا أننا نستطيع أن نغير الكثير من أنفسنا أعطتنا درساً قاسياً في أن نتأمل كيف نحنُ الآن. فإذا لم تغير مثل هذه الظروف أو تضيف شيء لك فأعلم أنه يكمن خلل يجب عليك الإسراع لاكتشافه والعمل على إصلاحه وتطويره، فالحياة هي ديناميكية متحركة ليست استاتيكية ساكنة، فالتغيير هو شيء سيحدث عاجلاً أم اجلاً !! فمن مرت عليه هذه المرحلة دون أن يغير من نفسه شيء أو يقدم لنفسه شيء أو حتى يتأمل في مرحلة وقف عندها ويريد أن يتخطاها، فهذا أمر جلل . فيجب عليك أن تسأل نفسك دوماً ماذا حققت في حياتك؟ من هم الأشخاص الجيدين في حياتك؟ وماهي عيوبك ؟ فإن لم تكن لديك إجابات لهذه التساؤلات فأعرف أن هناك خلل ما. الشخص لن يتغير إذا لم يرد فعلاً أن يتغير، فبعد خمس سنوات من الآن ستكون كما أنت ولن يتغير بك الحال للأفضل مالم تتغير ثلاثة أمور ما تقرأ من تصاحب، وما تعمل.
لذلك احرص دوماً أن تخطوا بنفسك إلى الإمام ولا تجعل شيئاً يقف حاجزاً
أمامك. إلى أن تصل إلى مرحلة د.ريتشارد كارلسون وعنوان كتابه “لا تهتم بصغائر الأمور، فكل الأمور صغائر”. أو قد تصل إلى المرحلة الملكية التي يتغنى بها الدكتور الجميل المفعم بالحياة خالد المنيف.
كتابين أضعها بين أيديكم فلا تنتظروا أن يأتي التغيير, اذهبوا إليه.
المشاهدات : 3574
التعليقات: 0