برعاية معالي رئيس جامعة الحدود الشمالية الأستاذ الدكتور محمد بن يحيى الشهري؛ نظم قسم اللغة العربية بكلية التربية والآداب فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ــ عبر تطبيق البلاك بورد ــ في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء ١/ ٥/ ١٤٤٢ هـ. الموافق 16/12/2020م
حيث بدأ الاحتفال بآيات بينات من القرآن الكريم قرأها الطالب سيف بن سعود العنزي ثم بكلمة سعادة عميد كلية التربية والآداب الدكتور متعب بن زعزوع العنزي رحب من خلالها بمعالي رئيس الجامعة والمشاركين بهذا الاحتفال منوهًا إلى أهمية اللغة العربية وأثرها في الحياة العلمية والعملية لطلبة الجامعة. مشيدًا بجهود القسم في بناء معارف ومهارات الطلبة مقدمًا شكره لمعالي رئيس الجامعة والمشاركين والحضور جميعًا.
بعد ذلك ألقى سعادة رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الدكتور بدر بن طاهر العنزي كلمة رحب فيها بكل المشاركين، مبينًا ما يقوم به القسم من جهود تسهم في تعزيز أثر اللغة العربية في حياة الطلبة العلمية من خلال التركيز على المهارات عالية التأثير في مسيرتهم العلمية على مستوى كليات الجامعة بصورة عامة.
وقد بدأت الفعاليات جلستها الأولى ــ التي أدارها بالتناوب وكيلة قسم اللغة العربية الدكتورة وفاء بنت مياح العنزي، وطالب الدراسات العليا الأستاذ جمال بن غالي الشمري ــ بمحاضرة بعنوان: “مجامع اللغة العربية؛ ضرورة أم ترف؟” قدمها سعادة الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيل؛ الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحدث فيها عن أهمية وضرورة مجامع اللغة العربية في تعميق حب العربية في نفوس النشء، وتعزيز قيم الأمة واعتزازها بإرثها الثقافي والحضاري، وتجذير الهوية الجامعة للأمة. متتبعًا تاريخ إنشاء مجامع اللغة من أقدم العصور مرورًا بالأكاديمية الفرنسية وانتهاء إلى الزمن الحاضر. واصفًا اللغة العربية باللغة الحضارية والعصرية، وقد تطرق إلى جهود المملكة العربية السعودية في المحافظة على اللغة العربية ونصرتها في كل المحافل. وقد استعرض الدكتور الدخيل تحارب بعض المجامع العربية داعيًا إلى الاستفادة من تلك التجارب والبناء عليها عند إنشاء مجامع جديدة.
بعد ذلك ألقى سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان، ــ أستاذ البلاغة والرئيس السابق لمركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة ودمشق ــ محاضرة بعنوان: ” تجربة مجامع اللغة العربية” بين خلالها النشاطات التي قامت بها مجامع اللغة العربية على امتداد الوطن العربي، مبينًا أن أهمية تلك النشاطات تكمن في متابعة تعريب مستجدات ونواتج عصر النهضة والعلم ومواكبة التطورات السريعة على الساحة العالمية وبناء الهوية اللغوية الجامعة للأمة، بالإضافة إلى تأليف المعاجم المتخصصة ومعالجة قضايا التعريب العلمي بصوره المختلفة.
وفي الجلسة الثانية من الاحتفالية والتي أدارتها الأستاذة تهاني الحارثي؛ ألقى سعادة الدكتور عبدالله بن عثمان اليوسف، أستاذ النحو واللغة المساعد في قسم اللغة العربية بالجامعة، محاضرة تحت عنوان: ” مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية: آمال وطموحات ” مستعرضًا تطور مصطلح كلمة مجمع وتطور دلالاتها عبر المراحل والأزمنة المختلفة، وأثر هذه المجامع في تعزيز انتشار لغة محددة وتفوقها على سائر اللغات، وأثر تأخر إنشاء مجامع اللغة العربية في تأخر تأثيرها العالمي، مؤكدًا على أهمية تأسيس مجمع اللغة العربية في مهد العربية في المملكة العربية حيث جاء القرار من أعلى المستوىات حين وجه خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مجمع الملك سلمان بطموحات عظيمة في المساعدة على نشر اللغة العربية، ومنها تبني قرار يطالب كل متقدم للوظيفة أن يجتاز اختبار باللغة العربية بالإضافة إلى نشر ثقافة اللغة العربية وإحياء نشر كتب التراث والمخطوطات والعمل على الاستفادة من وسائل التواصل الحديثة في نشر العربية، وتوحيد جهود المجامع في مواكبة الجديد ، وتعريب العلوم الذي أُهمل لفترة طويلة. معرجًا على بعض مشكلات المجامع وما تواجهه وطرق حلها وخاصة في مجال التقنيات الحديثة واستخدامها. في سبيل الارتقاء بلغتنا العربية العظيمة.
بعد ذلك ألقى أستاذ اللسانيات في القسم محمد حدوش محاضرة بعنوان: “دور مكتب تنسيق التعريب في الهيئة اللغوية العربية، صناعة المعاجم أنموذجًا” تحدث فيها عن دور المكتب في خدمة اللغة العربية على مستوى المغرب والوطن العربي بصورة عامة، وفي الانفتاح على الدرس اللساني الحديث، مؤكدًا على ضرورة البناء على جهود الأوائل من الرواد، مبينًا أن المكتب قد أسس عام 1961م ومن مهامه متابعة عملية التعريب وإصدار مجلة اللسان العربي، وجعل اللغة العربية مواكبة للحداثة وتسطير منهجية عربية حديثة. وتمكن العربية من مصطلح علمي متوافق عليه بالإضافة إلى الصناعة المعجمية المتخصصة في مختلف العلوم.
واختتمت الفعاليات بمحاضرة قدمها الدكتور ياسر سلامة إبراهيم، أستاذ اللغة المشارك بالقسم بعنوان: “مجامع اللغة العربية، سيرة وتاريخ” استعرض فيها جهود مجامع اللغة العربية في الحفاظ على اللغة العربية حية في نفوس أبنائها، بالإضافة إلى الجهود في التعريب والنشر ومواكبة ما يستجد في حقول العلم واللغات، حيث تطرق إلى فكرة إنشاء مجمع اللغة العربية في القاهرة الذي أنشأ في عام 1932م ونظام المجمع وأهدافه المتمثلة بالحفاظ على اللغة العربية، ومواكبتها لمستجدات العصر، وخدمة العربية وتحقيق التراث العربي، والصناعة المعجمية في مختلف العلوم. مستعرضا جهود كثير من الرواد العلماء الذين أثروا المجمع بآرائهم ومؤلفاتهم.
وفي ختام الاحتفالية وجه سعادة رئيس القسم الدكتور بدر بن طاهر العنزي باسم كلية التربية والآداب وقسم اللغة العربية على وجه الخصوص، الشكر لمعالي رئيس الجامعة وعميد كلية التربية والآداب، وكل المشاركين من الأساتذة المحاضرين، والحاضرين والحاضرات جميعًا، مؤكدًا على حرص القسم على المساهمة في المحافظة على اللغة العربية متألقة في نفوس الأجيال وذلك من خلا ل نشاطات القسم المستمرة ممثلة بالدوام على عقد حلقات الحوار العلمي الأسبوعية وقراءات في كتب التراث اللغوي والأدبي، متمنيًا للجميع دوام التوفيق والسداد.