أظهرت دراسة أجراها البنك الدولي لتقييم تجربة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المملكة خلال جائحة كورونا عن الدراسات الدولية السابقة، فعالية وكفاءة التجربة السعودية، واشادت بمنجزاتها والدروس المستفادة عالمياً في ظل استمرار جهود وزارة التعليم لتطوير منصة “مدرستي” والعمل على استدامتها كمنصة تعليمية إلكترونية مساندة للتعلم الحضوري، لدعم المخرجات التعليمية، وتحسين فرص التعلّم، والمساهمة في تنمية رأس المال البشري بما يتواكب مع مستهدفات رؤية 2030.
وتختلف دراسة البنك الدولي (WB) في تقييمها لتجربة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد خلال الجائحة عن الدراسات السابقة، من حيث تركيزها على تحديد نقاط قوة التجربة واستجابتها للطوارئ، والتعرف بفرص تحسين نظام التعليم العام من خلال الدروس المستفادة من تجربة التعليم عن بعد.
ووظف البنك الدولي في الدراسة التي أجراها المنهجية المختلطة، حيث استخدمت الدراسة أدوات ميدانية مثل المقابلات ومتابعة الفصول الافتراضية، مع التركيز على جودة العملية التعليمية والتدريس غير التزامني والتزامني في الفصول الافتراضية من حيث جودة الأداء وأثرة على نواتج التعلم، إضافة إلى مجموعات التركيز والأدوات المسحية كالاستبانة وغيرها.
وأبرزت الدراسة الدولية نقاط قوة تجربة المملكة في التعليم عن بُعد، التي تمثلت في الاستجابة السريعة للمحافظة على استمرار الدراسة لمدة عام كامل أثناء الجائحة، وأولوية التفاعل والتواصل بين المعلم والطالب، وكذلك توفير أدوات ومصادر متعددة للعملية التعليمية، والقياس الدوري والتقويم مع توفير الإثراءات التي تحسن من التحصيل الدراسي، إضافة إلى إتاحة التعليم التزامني وغير المتزامن.
وتتمثل نقاط القوة كذلك في ازدياد مهارات الطلبة والمعلمين والمعلمات، ووصول التعليم إلى الطلاب والطالبات ذوي الإعاقة رغم ظروف الجائحة، وتوفير بدائل تقنية لمن لم يتمكنوا من الحصول على خدمات الانترنت في القرى والهجر بمناطق ومحافظات المملكة، إضافة إلى الحصول على مستويات رضا عالية من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات ومديري المدارس والطلبة وأولياء الأمر، وتحسن مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم.
ووضعت الدراسة الدولية قائمة بالدروس المستفادة من تجربة التعليم عن بُعد لاستثمارها في تحديد فرص تحسين التعليم العام من خلال التركيز على الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم، والبناء على قرار وزارة التعليم في استمرار العمل بمنصة “مدرستي” للتخطيط لأنماط تعليم مدمج هادف وطويل المدى، مع تحسين رصد بيانات حضور الطلاب عن بعد والطلاب الحاضرين للمدارس أثناء جائحة كورونا، وكذلك توفير مصادر إضافية للطلبة الذين لا يلتحقون بالدروس الافتراضية بشكل منتظم، إضافة إلى الاستمرار في التقويم الوطني لتوفير معلومات مهمة عن المستوى العام لتعلّم الطلاب.
وأشارت الدراسة إلى أهمية برامج التدريب والتطوير المهني في تقوية جودة التدريس لتقليل التباين في أداء المعلمين والمعلمات وتحسين مخرجات التعليم، مع تحديد وتشجيع نشاطات التدريس والتعلم الإبداعية، إضافة إلى تشجيع مشاركة المجتمعات المدرسية في صياغة معايير سلوكية عالية، وتوفير بيئة مناسبة وثقافة مدرسية إيجابية، إلى جانب توفير أجهزة اتصال بالإنترنت لجميع الطلاب الذين لا يمتلكونها، مع صياغة سياسات لوصول الطلاب والمعلمين للأجهزة واستخدام التقنية الرقمية في التعليم.