طيفك المحبوب
رحلت وطيفك المحبوبُ فينا
يزاورنا ويلفي كل حينا
فياليت القوافيِ يوم جآئت
أجادتْ في ثناء الراحلينا
ويا ليت الخطوبُ بنا تنائت
وأبقتك الحياةُ لنا سنينا
ولكن حكمةٌ لله تمضي
فصبراً يا معين الصابرينا
لقد جاء الأحبة دون وعدٍ
غداة سرى لنا الخبر اليقينا
بكيتك والدموع تفيضُ حزناً
نهاراً حين قبلت الجبينا
أتعلم كم لذاك الشوق جمرًا
أضاء الليل يشكوه الحنينا
أتدري عن محيًّا كان حيًّا
طواه الحزن ألفاه حزينا
(أبي) كم قلتُها حُبًا وفخرًا
أُجللها كعشقِ العاشقينا
فقد راعيتني بالنطق فيها
فلن أنسى ودادك ما حيينا
نعم أهديتنا دُررًا تسامت
ولاحت في عقول العارفينا
محاسن عشرةٍ مع طيب نفسٍ
توارت عن دروبِ الجاهلينا
ستفقدك السماحة والفضيلة
وأطفالٌ لحبك قد وفينا
سيفقدك المحبون الكرامُ
وأيتام على العهد بقينا
لزمت كتاب ربك لم تذره
فكان جليسك الحق المبينا
ولبّيت النداء بكل وقتٍ
تُسابقه لروضِ الصالحينا
جعلت لتلكما النفس طريقاً
هداك الله رب المحسنينا
فلم تنظر لذي الدنيا بحرصٍ
تريد جزاء رب الشاكرينا
عزائي والعزاء لنا جميعاً
بوصلٍ عند رب العالمينا
وصالاً لا فراق ولا تنائي
نؤمله وندعوا ساجدينا
إسماعيل بن إبراهيم السلمان.