ذكر الدكتور عبدالله عبد المحسن الحربي بأن هناك ثلاثة مستويات للتفكير في التدريس وهي:
المستوي الأول من التفكير :يركز على من هو الطالب؟
المستوى الثاني: يركز على ما يفعله المعلم للطالب.
والمستوى الثالث: يركز على ما يفعله الطالب، مدى توظيفه لما اكتسبه من عملية التدريس.
حيث يركز المعلمون في المستوى الأول من التفكير في التدريس على الاختلافات بين الطلاب، كما يفعل معظم المعلمين المبتدئين: هناك طلاب جيدون ، وطلاب مستواهم منخفض. يرى المعلمون في المستوى الأول أن مسؤوليتهم تتمثل في معرفة المحتوى جيدًا وشرحه بوضوح.
فالمستوى الأول يقوم على أساس طريقة التفكير (الكمي)حول التعليم والتعلم والتي تتجلى بشكل أوضح في ممارسات التقييم ، مثل وضع “العلامات” ، وجمع الدرجات النهائية لمعرفة ماهية المتعلم.
ووفقا للمستوى الأول من التفكير في التدريس:إذا لم يتعلم الطلاب، فليس هناك خطأ في التدريس، ولكنهم ربما غير قادرين، أو غير متحمسين ، أو لديهم عيب آخر غير أكاديمي ، وهذا ليس من مسؤولية المعلم تصحيحه. وذلك لإيمانه بأنه هكذا نوعية طلابه ولا فائدة في التفكير بتغيير طريقة وأسلوب التدريس.
أما المستوي الثاني من التفكير في التدريس يركز كما ذكر سلفا على ما يفعله المعلم،
ووجهة النظر هذه قائمة على النقل،ولكنها تنقل المفاهيم وتنشد إفهام المتعلم،وليس نقل المعلومات فقط، وتقع مسئولية ذلك على عاتق المعلم،مع احتمال وجود طرق أكثر فاعليةلتحقيق ذلك وهذا مستوى متقدم في التفكير.
فالمعلم في المستوى الثاني من التفكير، يعمل على اكتساب مخزون من مهارات التدريس التي تتضمن مادة يتطلب “عبورها” فهمًا معقدًا ، الأمر الذي يتطلب منه أكثر بكثير من مجرد استخدام السبورة والقدرة على التحدث.
لذلك نجد الكثير من التنوع في إجراءات التدريس بهذا المستوى ، تزيد – بالتأكيد – من احتمال استجابة جيدة للطالب ، لكن التركيز ينصب بالكامل على المعلم. يتعلق الأمر بما يقوم به المعلم ، وليس ما يتعلمه الطلاب.
وفي المستوى الثالث من التفكير في التدريس يركز المعلمون على ما يفعله الطالب وعلاقة ذلك بالتدريس. وهذا المستوى نموذج للتدريس المتمحور حول الطالب ، فهو تدريس يدعم التعلم. ومن غير الممكن بهذا المستوى أن يقول المعلم : “لقد علمتهم ، لكنهم لم يتعلموا”.
ويشمل التدريس بالمستوى الثالث من التفكير التمكن من مجموعة متنوعة من تقنيات التدريس ، ولكن ما لم يتم التعلم ، فهي غير مفيدة بتاتا؛ ينصب التركيز على ما يفعله الطالب وعلى مدى جودة تحقيق النتائج المرجوة.
يتضمن هذا المستوى نظرة للتدريس لا تتعلق فقط بالحقائق والمفاهيم والمبادئ التي يجب تغطيتها وفهمها ، ولكن أيضًا لتوضيح ما يلي:
١. معنى “فهم” المحتوى بالطريقة المنصوص عليها في نتائج التعلم المقصودة.
٢. نوع أنشطة التدريس / التعلم المطلوبة لتحقيق تلك المستويات المنصوص عليها من الفهم.
د.عبدالله بن عبد المحسن الحربي
@drabdulla